أخبار لبنان

تكريم ميشال موسى لنيله "جائزة التميز البرلماني العربي"  

تم النشر في 24 شباط 2019 | 00:00

كرّم راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد رئيس لجنة حقوق الإنسان النيابية النائب ميشال موسى لمناسبة نيله "جائزة التميز البرلماني العربي" وتقديرا لعطاءاته في مجال حقوق الانسان والرعاية الاجتماعية . 


جاء ذلك خلال احتفال اقامته أبرشية صيدا في كاتدرائية القديس نيقولاوس في المدينة بمشاركة حشد كبير من فاعليات صيدا والزهراني وجزين تقدمهم ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري نائب رئيس كتلة التحرير والتنمية النائب ابراهيم عازار، النائب بهية الحريري، الوزيران السابقان ادمون رزق والياس حنا، ممثل النائب اسامة سعد طلال ارقدان، ممثل النائب علي عسيران عقيلته سارة، عبد الرحمن البزري، البطريرك السابق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، مفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران، رئيس اساقفة صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، رئيس بلدية صيدا محمد السعودي،  الرئيس العام للرهبانية المخلصة الأرشمندريت انطوان ديب، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم منى وازن، منسق عام "تيار المستقبل" في الجنوب ناصر حمود وممثل امين عام التيار احمد الحريري رمزي مرجان، ممثل مكتب الرئيس نبيه بري في المصيلح احمد موسى، ممثل قيادة حركة امل عضو قيادة اقليم الجنوب علي دياب، ممثل قيادة حزب الله الحاج حسين السارجي، قائمقام مرجعيون وسام الحايك،  قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد غسان شمس الدين ، المدير الاقليمي لأمن الدولة في الجنوب العميد نواف الحسن، رئيسة لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين قسرا في لبنان وداد حلواني، عضو المجلس الأعلى للروم الملكيين الكاثوليك بول مرقص، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، رئيس مجلس ادارة مدير عام مستشفى حمود الجامعي السيدة ديانا حمود ، السفير عبد المولى الصلح ، رئيس بلدية مغدوشة رئيف يونان وعدد من رؤساء البلديات من منطقتي الزهراني وجزين، نجلاء سعد وفاعليات اهلية وطبية واجتماعية وعقيلة المحتفى به موسى جنين وافراد العائلة وأسرة ابرشية صيدا .








حلواني


بعد النشيد الوطني اللبناني وكلمة ترحيب من الأب جهاد فرنسيس بإسم ابرشية صيدا للروم الكاثوليك ، تحدثت وداد حلواني بإسم لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين قسرا في لبنان فاعتبرت ان تكريم الدكتور موسى على أهميته يستبطن اهمية اخرى هي اعادة التذكير برسالة الاديان ووظيفتها الحقيقية في خدمة الانسان والانسانية . مستعرضة بعضا من محطات مسيرة المحتفى به لا سيما تلك التي كان فيها ولا يزال مساندا لتحرك لجنة اهالي المخطوفين  وبصماته التي كانت اساساً في اقتراح قانون الاشخاص المفقودين ليصير قانونا فإقترن فعله بقوله . وقالت: ولما كانت العبرة بتنفيذ هذا القانون وفي المقدمة تشكيل الهيئة الوطنية المستقلة للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا بمرسوم يصدر عن مجلس الوزراء بادر الدكتور موسى عبر لجنته وقبل تشكيل الحكومة اللبنانية الحالية وفي محاولة للحث على تسريع التنفيذ بادروا الى فتح باب الترشيح لعضوية الهيئة المذكورة بالشق المتعلق بالمجتمع المدني وأهالي المفقودين المنوطة به تسميتهم وفق ما ينص عليه القانون" . 


واكدت حلواني على اهمية فتح نقاش موضوعي هادءى بشأن القانون مع سائر النواب والكتل النيابية سعيا الى ازالة المخاوف والمحاذير الموجودة لدى البعض وتسهيلا للتنفيذ. مذكرة بأن اهالي المخطوفين لا يطلبون بموجب هذا القانون سوى معرفة مصير احبائهم احياء كانوا ام امواتا . وقالت: لا نطالب باكثر لكننا لا نستطيع ان نقبل باقل. اننا  نقايض المعرفة بالغفران لا بالانتقام لأننا نتطلع الى قيامة وطن يوحدنا وينفض عنه قيم الحرب ليكرس قيم السلم الحقيقية حيث المساواة والاحترام المتبادل. وختمت بالقول " ان من يداوي جراح القلب ليس عاجز اً عن مداواة جراح الحرب طبيبنا ونائبنا كما برعت في جراحة القلب بالتأكيد لن تستعصي عليك الجراحة من اجل السلام. فكم يليق بك التكريم".



تكريم




مرقص


ثم كانت كلمة لعضو المجلس الأعلى للروم الملكيين الكاثوليك ورئيس مؤسسة جوستيسيا للإنماء وحقوق الانسان  الدكتور بول مرقص فاعتبر ان اختيار المحتفى به الدكتور موسى عضوا في لجنة حقوق الانسان في الاتحاد البرلماني الدولي في جينيف تاتي في اطار تقدير دور مجلس النواب اللبناني، وما قامت به لجنة حقوق الانسان برئاسة موسى من نشاط في اطار حماية حقوق الانسان معددا بعضا من اقتراحات القوانين التي قدمها المحتفى به في مجالات صحية واجتماعية.  وقال : حققتم  يا معالي الوزير تقدما على صعيد حقوق الانسان في اصعب الظروف ، ولا يمكن ان نحاسب مستوى التقدم اذا نسينا مستوى التعطيل الذي اصاب المجلس النيابي ومستوى الحدة السياسية التي طغت وتقدمت على الأولوليات الحقوقية حتى اصبح اليوم الحديث عن حقوق الانسان من الكماليات او الترف السياسي بالنسبة للبعض في ظل وجود اولوليات سياسية تطغى على هذه المسألة الجوهرية التي هي اولولية الأولويات " . متقرحا ان تكون ثمة استراتيحية في المجلس النيابي تتعلق بقوننة التشريع ولا ترمى على الحكومات ولا تقتصر على مجلس نيابي واحد بل تلزم الحكومات ولا تتبدل معها ولا مع تغير الوزراء؟". 


اضاف: لذلك واقتداء بما كنت اطلقته يا معالي الوزير واسمتيه بحق الخطة الوطنية لحقوق الانسان، التي عبرت عبور الكرام والتي لو طبقناها فعلا كانت احدثت ثورة حقيقية في البلاد. كلفتمونا في جيسيتيا واعددنا فرق عمل لمراجعة حقوق الانسان حقا حقا: حقوق المرأة ، حقوق الطفل، حقوق العمال والضمان الاجتماعي ، الحق في التعليم، حقوق العمال المهاجرين، الحق في السكن، حقوق المعوقين، الحق في الصحة، الاختفاء القسري، السجون، استقلال القضاء، التعذيب، التنصت ،حرية الاعلام،  عقوبة الاعدام، حقوق اللاجئين الفلسطينيين وغير اللفلسطينيين".. وشرعنا بوضع هذه الدراسات والخطط بكل المؤسسات التي يجب ان تنشأ او تلغى او تعدل او تدمج .. هذه خطة حقوقية ثورية للبلد استغرقت مئات الساعات من النقاش والبحوث حتى صدرت واريد لها ان تطرح للتصويت على المجلس النيابي ، فيجب نفض الغبار عن هذه الخطة التي عانيت من اجلها وتعبت وجاهدت ولعلها ابرز انجازاتك . وعلى هذا النحو نحن اخذنا بالتقليد  في مؤسسة جوستيسيا  اردنا ان نبني خطة اقتصادية اجتماعية على النحو عينه في "البيئة والصحة، التعليم، العمل، النفط، والغاز، السياحة وغيرها..ووضعنا الأسلوب عينه الذي ارسيت منهجيته اي الابتعاد عن الانشائيات والدخول في المهل والمبالغ والمؤسسات المراد مراجعتها .ووضعنا ذلك في كتاب قبل خطة ماكينزي. وارسلنا نسخة عن الخطة الى جميع القيادات السياسية وابرز المعنيين وصدرت منذ سنتين ولم نلق اتصالا واحدا من احد ". وختم قائلاً" المطلوب قولنا للعمل لا قولنا والعمل فقط".


حداد


وتحدث المطران ايلي حداد فاعتبر ان المحتفى به الدكتور ميشال موسى هو "السياسي المرهف الذي يعالج في أمور السياسة كما يعالج في قلوب الناس" مستعرضا مسيرته الانسانية والمهنية والسياسية على مدى ستة عقود فقال: لقد حاز الدكتور ميشال موسى  على ثقة الناس وعلى احترام اخصامه.صاحب شخصية غير مستفزة وكان ذلك ضروريا ليساهم الى جانب المثلثي الرحمة الممطرانين سليم غزال وجورج كويتر بعودة المسيحيين الى المنطقة . اتذكر ايام دار العناية حيث عاد قسم من المهجرين وسكنوا وكان الدكتور ميشال موسى حاملا سماعته يصغي الى صربات القلوب الخائفة آنذاك فيقويها ويشد من عزمها ويثبتها في ارضها وهكذا كان . 


اضاف:  يجمع الكل على انه مازال في عداد الطبقة السياسية الشعبية العادية ولَم يصبح من فئة الأغنياء. بقي ابن البلدة المغدوشية محافظا على مسافاته التي نشأ عليها مع الناس ومن اجل الناس. لم تتبدل لغتك بل بقيت تتكلم عن معاناة المريض فتعيشها معه. لن اتحدث عن المناصب التي شغلتها وكلها لم تبدلك. بل اتناول رئاستك للجنة حقوق الانسان النيابية التي كنت على رأسها مدة فترتك النيابية. ان هذا المنصب هو شباك الحضارات الجديدة في الدول المتطورة. لقد احسنت في تطوير بعض القوانين الهادفة الى خدمة الانسان كل الانسان .كحقوق المعوقين واطفال الشوارع وضمان الشيخوخة والحماية الصحية والتربوية ونلت مؤخرا جائزة التميز البرلماني العربي من الاتحاد البرلماني العربي .  فكل ما قمت به من اجل الانسان بلغ الى مسامع الدول العربية ومنها الى الدول الاخرى. ونلت مؤخرا جائزة التميز البرلماني العربي. الف مبروك لنا ولَك هذه الجائزة. كم يحلو للبنان ان يتزين اسمه من خلال ابنائه بالجوائز . كفانا سلبيات وما أكثرها في هذا البلد.. نفرح لايجابياتننا وانت يا صاحب المعالي من العلامات الإيجابية المفرحة .



تكريم




موسى


وفي الختام تحدث المحتفى به النائب الدكتور ميشال موسى فقال" انه لشرف كبير  لي ان أكرم من ابرشيتي، انا الذي ما شعرت يوما ان دافعي الى العمل هو الحصول على تكريم فكل حرصي كان ولا يزال ان أبقى وفيا لذاتي ووطني. قدر لي و انا ابن بيئتي ان احاط بظروف صهرتني وصقلتني بحلوها ومرها. لم أخطط يوما للوصول الى اي مكان ، قادني القدر الى دروب كثيرة وكان علي ان أبقى على هذه الدروب وفقا للمبادئ الاساسية التي نشأت عليها.


واستعرض موسى بعضا من محطاتن مسيرته المهنية ثم السياسية والتشريعية فقال" عدت الى الوطن بعد دراسة طويلة لمهنة عشقتها بكل ما فيها ومارستها بشغف. عدت في خضم الحرب الأهلية وعملت في اصعب الظروف. وما ساعدني في تخطي الصعاب هو الالتزام بقسمي الطبي وتعلقي بوطني الجريح . قناعتي كانت ان هذا الوطن سوف يستعيد وحدته في آخر النفق المرسوم له . وما ساعدني وشد من عزيمتي هو احتضان الناس لي آنذاك، من مرضى وأهل من كل المناطق والطوائف ولا بد من ذكر من كان لي العضد والاب والصديق الدكتور غسان حمود اطال الله عمره الذي فتح لي مستشفاه فتعلمت منه الكثير في المهنة والحياة . 


اضاف:  تلك المرحلة كانت من اصعب المراحل في حياتي حين رأيت الوطن يتمزق والغرائز تتغلب على العقل رأيت مآسي الناس امامي بكل أهوالها ووجوهها . كان سلاحي في تلك الحقبة الصبر والالتزام بقسمي ومنطقتي ووطني. وسندي من عملت معهم وتعلمت منهم وعلى الأخص المطران سليم غزال الحضن الكبير والمطران جورج كويتر الراعي والبناء في الأبرشية بعد الحرب والمونسنيور يوحنا الحلو رحمهم الله . 



تكريم




 مرحلة عصيبة ومؤلمة لكنها صقلتني وربما جعلتني اكثر تعلقا بالناس والوطن الى ان انتهت الحرب وشاء القدر ان انخرط في العمل السياسي من دون تخطيط مسبق. وحرصت على ان اكون ذاتي في كل المواقع وكل الظروف ممثلا للاعتدال والانفتاح  والتعايش ، محاورا للآخر أياً يكن. ملتزما المبادىء التي تربيت عليها وتعلمتها في مدرسة الكبار والناس مجتهدا في خدمة اهلي ووطني في المواضيع الاجتماعية والصحية والبيئية وحقوق الانسان وفي مسؤولياتي في الاتحاد البرلماني العربي والدولي وفي المنتديات العربية والدولية . وهنا لا بد من ذكر قامة وطنية كبيرة فتحت باب الفرص السياسية امامي واحترمت خصوصيتي في السياسة عنيت به دولة الرئيس نبيه بري الذي تعلمت منه الكثير في العمل السياسي والوطني . وختم بتوجيه الشكر للمطران الحداد على مبادرته بالتكريم ولكل من شارك فيه متحدثا وحاضرا.


بعد ذلك قدم المطران حداد الدرع التكريمي للنائب موسى. وتخلل الحفل فيلم توثيقي عن حياته ومسيرته. واعقبه قداس احتفالي بالمناسبة تراسه المطران حداد بمشاركة حشد من الشخصيات ومن ابناء الرعية.